أخر الأخبار

الخطة الطموح للمدارس

كتب إبراهيم سبتي: تنقل لنا الأخبار عن دخول أبنية مدرسية جديدة بين حين وآخر، وخاصة خلال السنتين الماضيتين وهذا العام الذي سيبدأ قريباً.. إن هذا المشروع الكبير هو واحد من المشاريع الريادية والمهمة، التي ستعود بالفائدة على أبنائنا الطلبة، من خلال جعلهم ينتظمون في دوام مزدوج والتخلص تدريجياً من الدوام الثلاثي، الذي سببه الرئيس قلة الأبنية المدرسية، مما يربك المنهاج الدراسي وخطط الإدارات، التي توضع لغرض إنجاح العام الدراسي.

 

إن قلة الأبنية المدرسية هو موضوع شائك ومتوارث منذ أزمان متعاقبة، وللأسف لم تنفع الحلول الترقيعية في حل المشكلة لعدم توفر إرادة في بناء أبنية مدرسية جديدة منذ عقود، فانعكست حالة التدابير المؤقتة على الوضع الدراسي العام وظل الحال يراوح في مكانه.

إن حل مشكلة تعدد الدوام في البناية المدرسية الواحدة، سيسهم عملياً في تطور أساليب التدريس وإطلاق الإبداعات في الخطط، للشعور بأريحية في توفر المكان الملائم لذلك وإزالة الصعوبات التي تعيق العملية التربوية، إضافة إلى أن تعدد الدوام لعدة مدارس في بناية واحدة، سيؤدي حتماً إلى استهلاك سريع لجميع المستلزمات الموجودة، مثل المقاعد الدراسية والسبورات وغيرها من المواد، التي تستهلك، إضافة للاستهلاك المتواصل للصحيات والمياه والملحقات الأخرى، نتيجة الاستخدام الأعلى والزائد عن الحاجة المخصصة له.

وبذلك ستكون المدرسة بحاجة مستمرة للترميم وإنفاق الجهد والوقت والمال لإعادة كل شيء إلى سابق عهده وهي حالة ربما تتكرر سنوياً.. إن المشكلة قديمة يزيدها صعوبة هو عدد السكان المتزايد، إضافة إلى قصور في الخطط الموضوعة قبل عقود مضت في إنشاء الأبنية المدرسية، والتي لم تدرس الزيادات المتوقعة في أعداد التلاميذ والطلبة والكادر التربوي.

فظلت مدارسنا تعاني من الأزمات المتلاحقة، خاصة أن عقوداً من الزمن لم تبنَ فيها مدرسة جديدة وتحديداً في العقود التي سبقت العام 2003، وكانت تكتفي بإعادة التأهيل والترميم فقط، من دون النظر للحاجة الماسة لأبنية جديدة واستشراف المستقبل حسب الدراسات التي من المفترض أن تتوقع كل ما يمكن توقعه، ويظل الطموح هو مدرسة واحدة في كل بناية، وربما قد يكون هذا الطموح في سلم أولويات العملية التريوية.

ولكن وصول الطموح الحالي إلى الدوام الثنائي أو المزدوج هو أفضل في الوقت الراهن، لأنه بالتأكيد سيكون مريحاً للطالب والمعلم والإدارة، ولا يتسبب في هدر المستلزمات والأثاث الموجود في المدرسة، ولا يتسبب في استهلاك للمرافق العامة مثل الصحيات والمياه والجدران والأرضيات ولو أنها قد تتسبب بأضرار ولكن بنسب قليلة وأهون من الدوام الثلاثي المنهك للبناية والتربوي والطالب على حد سواء.

إن التعليم أحد أركانه الأساسية هو المدرسة وتلعب دوراً حاسماً ومهماً في إدارة العملية التريوية ولولاها لم يكتمل التعليم، ولم يستفد الطالب ولا يتحقق المنهج الدراسي، فصارت المدرسة ركناً محورياً لممارسة الخطط التريوية وبناء أجيال من المتعلمين الذين سيكونون أحد أعمدة المجتمع في نموه وتطوره، لأن المجتمع لا يبنى بالجهل أبداً، ولطالما توجد مدرسة فمؤكد يوجد من يرفع أعمدة العلم.

إن المشروع الطموع لبناء المدارس وإدخال أبنية جديدة للخدمة في كل عام دراسي، سيكون عاملاً مهماً وحافزاً لديمومة العملية التعليمية، ويقلل من سلبيات كثيرة مصاحبة للتعليم، ومنها تسرب بعض التلاميذ من المدرسة وقلة الحماس والدافع للتعليم، في ظل ظروف قد تكون غير ملائمة للتلميذ..

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى