الذكاء الاصطناعي النووي.. استراتيجية رولز رويس لتصبح الشركة الأعلى قيمة في المملكة المتحدة

وضعت شركة رولز رويس البريطانية لصناعة السيارات الفاخرة والمعدات الهندسية نصب عينيها هدفاً طموحاً يتمثل في أن تصبح الشركة الأكثر قيمة في المملكة المتحدة، عبر رهان جريء على تكنولوجيا المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الرئيس التنفيذي للشركة، توفان إرجينبيلجيك، أكد أن قدرات رولز رويس النووية تشكل “حصناً منيعاً” يمنحها ميزة تنافسية فريدة، قائلاً: “لا توجد شركة خاصة في العالم تتمتع بقدراتنا النووية، وإذا لم نكن رواد السوق عالمياً، فقد أخطأنا”، مشيراً إلى أن هذه التقنية قد تفتح أمام الشركة سوقاً تتجاوز قيمته تريليون دولار بحلول 2050، مع توقع الحاجة إلى نحو 400 مفاعل صغير حول العالم، بتكلفة تصل إلى 3 مليارات دولار لكل منها.
وتعتمد الشركة على خبرتها السابقة في توريد المفاعلات التي تشغّل الغواصات، بهدف نقل هذه التكنولوجيا إلى اليابسة عبر وحدات أصغر وأسرع في البناء من المحطات النووية التقليدية، ما يتيح خفض التكلفة وتسريع الإنتاج، وفقاً لما ورد في “إنتريستنغ إنجينيرينغ”
وفي إطار خطتها، وقّعت شركة رولز رويس للمفاعلات النووية الصغيرة مذكرة تفاهم مع شركة سكودا لاستكشاف إنتاج مكونات خاصة ببرنامجها للطاقة النووية، مع خطة لتركيب 3 غيغاواط من الطاقة باستخدام تصميم مفاعل بقدرة 470 ميغاواط كهربائي.
وتؤكد الشركة أن كل مفاعل من طرازها الجديد سينتج طاقة منخفضة الكربون تكفي لتشغيل نحو 3 ملايين منزل، أي ما يعادل إنتاج أكثر من 150 توربين رياح بري.
كما أشارت إلى أنها تتقدم بما يصل إلى 18 شهراً على أقرب منافسيها في العمليات التنظيمية الأوروبية، ما يضعها في موقع الصدارة لتصدير التكنولوجيا الخضراء وجعل المملكة المتحدة لاعباً رئيسياً في سوق المفاعلات النووية الصغيرة.
ورغم أن هذه التقنية لم تُثبت بعد على نطاق عملي واسع، فإن شركات عملاقة مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا بدأت بالفعل توقيع عقود لتأمين الطاقة من المفاعلات النووية الصغيرة في الولايات المتحدة، ما يعكس حجم الرهان العالمي على الطاقة النووية كحل مستدام لتغذية طفرة الذكاء الاصطناعي.