ذي قار تضيف 100 ألف دونم للخطة الزراعية فيها

أعلنت مديرية الموارد المائية في محافظة ذي قار، اليوم الاربعاء، إضافة 100 ألف دونم جديدة إلى الخطة الزراعية للموسم الحالي، في خطوة تهدف إلى توسيع الرقعة المزروعة ودعم النشاط الزراعي، ضمن ضوابط صارمة تعتمد حصراً على تقنيات الري الحديث.
وقال مدير الموارد المائية في ذي قار، هاشم محيبس، في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعه “العراق اولا”، إن المساحات المضافة توزعت بواقع 40 ألف دونم ضمن حوض الفرات و60 ألف دونم ضمن حوض الغراف، مبيناً أن هذا التوسع جاء رغم الانخفاض الملحوظ في نسب سكان الريف مقابل الارتفاع المتسارع في عدد سكان الحضر.
وأوضح محيبس، أن توسيع الخطة الزراعية جاء بالتنسيق مع الجهات الزراعية المختصة ووفق قدرات المياه المتاحة، مشدداً على أن اعتماد الري الحديث شرط أساسي لا يمكن تجاوزه، في ظل شحِّ الموارد المائية والتحديات المناخية المتزايدة.
ونبّه، إلى أن أي مزارع لا يلتزم بتطبيق تقنيات الري الحديث في الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية سيُعدّ متجاوزاً، مؤكداً أن إجراءات قانونية ستُتخذ بحق المخالفين، بهدف ضمان ترشيد استخدام المياه وتحسين كفاءة الإنتاج الزراعي.
وأشار محيبس، إلى أن محافظة ذي قار تعاني منذ سنوات من تراجع واضح في نسب سكان الريف بسبب الهجرة إلى المدن، الأمر الذي يفرض إعادة النظر في السياسات الزراعية والمائية بوصفها أدوات أساسية لدعم الاستقرار السكاني في المناطق الريفية.
من جانبه، حذّر معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط، رزاق العلي، من تداعيات التحولات السكانية والتغير الديموغرافي التي كشفت عنها نتائج التعداد العام للسكان لعام 2024، مؤكداً أنها تفرض تبني رؤية جديدة للتنمية الريفية.
وأوضح العلي، أن هذه الرؤية يجب أن ترتكز على دعم القطاع الزراعي، وتحسين البنى التحتية في القرى، وخلق فرص عمل تشجع السكان، ولاسيما الفلاحين، على الاستقرار في الريف بدلاً من الهجرة إلى المدن، مشدداً على أن الزيادة السكانية في المحافظة تلزم الحكومة المركزية بزيادة المخصصات المالية بما يتناسب مع حجم الاحتياجات الخدمية والتنموية.
وفي شمال البلاد، وعلى الرغم من اختلاف الظروف المناخية، سجلت محافظة كركوك تطوراً إيجابياً في القطاع الزراعي، تمثل في تحقيق الرية الأولى لمحصول الحنطة ضمن الخطة الزراعية الشتوية، نتيجة الأمطار المتساقطة خلال الأيام الماضية.
وقال معاون مدير الموارد المائية في كركوك، هفال أحمد حميد، إن كميات الأمطار التي هطلت مؤخراً وفرت الريَّة الأولى لمحصول الحنطة الاستراتيجي، ما أغنى الفلاحين عن استخدام الكميات المائية المخصصة للريَّة الأولى من الخزين المائي، مشيراً إلى أن ذلك شمل الأراضي المروية وشبه المروية.
وأضاف حميد، أن الموجة المطرية أسهمت أيضاً في إنعاش المراعي الطبيعية في أطراف المحافظة، ما يوفر العلف الطبيعي للماشية وحيوانات التربية، فضلاً عن إحياء التربة الزراعية التي تعرضت للجفاف بعد موسم الصيف الطويل.
ولفت، إلى أن الأمطار والسيول عززت الخزين المائي في سدود كركوك الخزنية الصغيرة، وهي سدود بلكانة وشيرين والخاصة جاي، إضافة إلى سدة الدبس التنظيمية، مبيناً أن مديرية الموارد المائية استنفرت جهودها الآلية والبشرية لتمرير مياه السيول إلى مواقع الخزن عبر الوديان المنتشرة في عموم المحافظة.
وأوضح حميد، أن السيول القادمة من قضاء جمجمال اتجه قسم منها نحو نهر الزاب ومن ثم إلى نهر دجلة، فيما توجه القسم الآخر إلى وادي زغيتون ومنه إلى سد العظيم، مؤكداً أن من أهم فوائد هذه الموجة المطرية رفع مستويات المياه الجوفية التي شهدت انخفاضاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية بسبب الجفاف.
ويعكس ما تشهده محافظتا ذي قار وكركوك مسارين متكاملين لإدارة الملف الزراعي؛ الأول يقوم على توسيع المساحات المزروعة ضمن قيود مائية صارمة، والثاني يعتمد على الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية الموسمية لتعزيز الخطة الزراعية وتقليل الضغط على الخزين المائي.




