مؤشر جودة الهواء “AQI”
كتب أ. د. محمد بهجت ثامر: يشير مؤشر (Air Quality Index) الذي وضعته وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى جودة الهواء اليومية، إذ يُظهر هذا المؤشر مدى نظافة أو تلوث الهواء، والآثار الصحية المرتبطة به.
المؤشر يعتمد على خمس ملوثات هواء رئيسة (الأوزون على مستوى الأرض، تلوث الجسيمات، أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، ثاني أكسيد النيتروجين)، ولكلٍّ من هذه الملوثات معيار وطني لجودة الهواء وضعته الوكالة لحماية الصحة العامة، يُقسّم مؤشر جودة الهواء إلى ست فئات.
تُشير كل فئة إلى مستوى مختلف من المشاكل الصحية، ولكل فئة لون مُحدد يُسهّل هذا اللون على الناس تحديد ما إذا كانت جودة الهواء تصل إلى مستويات غير صحية في مجتمعاتهم بسرعة، على سبيل المثال، تُشير قيمة مؤشر جودة الهواء البالغة 50 أو أقل إلى جودة هواء جيدة، بينما تُشير قيمة مؤشر جودة الهواء التي تزيد عن 300 إلى جودة هواء خطرة، عندما تكون قيم مؤشر جودة الهواء أعلى من 100، تُصبح جودة الهواء غير صحية في البداية لبعض الفئات الحساسة من الناس، ثم للجميع مع ارتفاع قيم مؤشر جودة الهواء.
تشهد بغداد تكرار ارتفاع نسب التلوث ووصولها التصنيف الخطر جداً على صحة الإنسان، وبحسب تصنيف وكالة حماية البيئة الأمريكية لجودة الهواء (AQI)، ووفقاً لتقديرات دولية نشرت مؤخراً تم تصنيف مدينة بغداد الأكثر تلوثاً في العالم، وحازت على مراتب متقدمة ضمن أسوأ عشرة مدن في جودة الهواء، متجاوزة بذلك مدن (كلكتا) الهندية، و(دكا) البنغلاديشية، و(لاهور) الباكستانية.
إذ أظهرت الصور، التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي دلالة واضحة على ارتفاع مستويات الملوّثات في الجو وتردّي الظروف البيئية، بسبب انتشار المعامل غير المنظمة المخالفة للبيئة، وعمليات حرق النفايات العشوائية، إذ انخفض مدى الرؤية الأفقية إلى مستويات متدنية نتيجة لسحب الدخان، فيما يعيش سكان العاصمة وسط غيمة كثيفة من الدخان المؤذي للبيئة وصحة الإنسان، الذي يسبب إصابة بحالات السرطان للفئات الصحية الهشة كالأطفال وكبار السن وذوي المناعة الأضعف من الشباب.
لذا على الجهات الحكومية الاهتمام بالملف البيئي واتخاذ إجراءات علمية وعملية لمحاربة مسببات التلوث ولا يقتصر الدور على الحكومة فقط، بل يجب أن يتحلى المواطن بالوعي البيئي والشعور بالمسؤولية وعليه رصد وتوثيق حالات التجاوز البيئي وأعمال حرق النفايات وأماكن جمعها، التي تؤثر في صحة المواطنين وإبلاغ الجهات الحكومية لكي تتمكن من وضع الحلول العلمية والعملية لمعالجة هذه المشكلة البيئية.
