أخر الأخبار

ما أسباب تسارع دوران الأرض؟

يشير العلماء إلى أن الأرض بدأت تدور بسرعة أكبر. وهناك فرضية تفيد بأن النشاط البشري قد يكون السبب في تسارعها. ولكن هل هذا صحيح؟

ووفقا للعلماء، ستقترب الأرض في صيف عام 2025 من سرعة دوران قياسية، وقد يُصبح أحد أيام الصيف – مثل 9 أو 22 يوليو أو 5 أغسطس – الأقصر في تاريخ القياسات، حيث يُتوقع أن يصل أقصى انخفاض محتمل في طول اليوم إلى 1.51 مللي ثانية.

لكن، من جهة أخرى، سبق أن أفادت وسائل الإعلام بوجود عامل معاكس يُبطئ دوران الأرض، يتمثل في سد “الخوانق الثلاثة” الصيني، الذي تبلغ سعة خزان مياهه نحو 40 كيلومترا مكعبا، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة طول اليوم بمقدار 0.06 ميكروثانية، وإزاحة محور دوران الأرض بمقدار 2 سم. ورغم أن هذه التغييرات غير محسوسة للبشر، فإنها بالغة الأهمية للملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومزامنة التوقيت العالمي، والقياسات العلمية الدقيقة.

من جانبه، يشير البروفيسور ليونيد زوتوف إلى أنه إذا كانت تُضاف في السابق “ثانية كبيسة” إلى التوقيت العالمي قبيل رأس السنة الجديدة، فإن السؤال المطروح اليوم – ولأول مرة – هو: هل حان الوقت لحذفها؟ مُعبرا عن تشككه في صحة الادعاءات حول تأثير السد الصيني على إبطاء دوران الأرض.

ويقول: “هذا أمر ممكن، لكن هذه القيم الصغيرة لم تُسجل بعد بأجهزة دقيقة. وإذا كان ذوبان جليد غرينلاند (270 غيغا طن سنويا) والقارة القطبية الجنوبية (150 غيغا طن سنويا) يؤدي إلى ارتفاع مستوى المحيط العالمي بعدة ملليمترات سنويا، فإن ذلك يبطئ دوران الأرض بمقدار يقع على حدود دقة القياسات الحديثة”.

ويُضيف أنه من بين العوامل التي قد تؤثر على قياس الوقت العالمي بشكل ملحوظ انخفاض منسوب بحر قزوين، الذي يتناقص منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بمعدل ثابت يبلغ نحو 10 سم سنويا – وهو ما يعادل تقريبا كمية المياه الموجودة في خزان السد الصيني.

وإذا افترضنا أن هذا الماء يتبخر ولا يعود إلى نفس خط العرض، فإن دوران الأرض سيتسارع فعليا. أي أن تأثير ضحالة بحر قزوين أقوى من تأثير السد، بل ويؤدي إلى نتيجة معاكسة، وهي تسريع دوران الأرض.

ومع ذلك، يرى زوتوف أن تسارع دوران الأرض الحالي أكبر من أن يُفسر فقط بفقدان الماء في منطقة وظهوره في أخرى.

ويختم بالقول: “على الأرجح، أن العمليات التي تحدث داخل الكوكب نفسه – بما في ذلك الحركة المعقدة لنواته – هي المسؤولة عن ذلك. ولا تُقدم النماذج المحيطية أو الجوية تفسيرا مقنعا لهذا التسارع الحاد، ولهذا يواصل العلماء البحث عن الأسباب.”

 

زر الذهاب إلى الأعلى