ما تأثير ChatGPT على القدرات العقلية

في وقت باتت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي جزءاً من حياة الطلاب اليومية، قررت مجموعة من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بالولايات المتحدة الأمريكية أن تُخضع هذا الاعتماد المتزايد لاختبار علمي صارم.
التجربة لم تركز على ما يُنتجه التطبيق من نصوص، بل على ما يحدث في أدمغة مستخدمي “شات جي بي تي” أثناء الكتابة، النتيجة؟ الذكاء الاصطناعي قد يكون يُسهّل علينا المهمة، لكنه يسحبنا من عمقها.
وبحسب صحيفة “Indian Express”، فقد أُجريت الدراسة على 54 طالباً جامعياً تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى كتبت مقالاتها بمساعدة “شات جي بي تي”، والثانية استعانت بمحركات البحث فقط، بينما كتبت الفئة الثالثة بدون أي أدوات، اعتماداً على العقل فقط.
وبينما كتب كل طالب مقاله، كان جهاز رصد الدماغ يتابع نشاطه الكهربائي لحظة بلحظة، وكان الهدف كشف مدى التفاعل الذهني الحقيقي عند استخدام كل طريقة.
وكانت النتائج لافتة، حيث أظهر مستخدمو “شات جي بي تي” أقل نشاط ذهني مقارنةً بباقي الفئات، دماغهم بدا وكأنه مرتاح أكثر من اللازم، أقل تفاعلاً، وأقل ارتباطاً بما يُكتب.
وحتى عندما طُلب منهم لاحقاً تذكّر ما كتبوه، فشل الكثيرون في استحضار التفاصيل، المفارقة أن بعضهم لم يشعر حتى بأن النص “يخصّه”، وكأن شخصاً آخر كتبه عوضاً عنه.
صحيح أن المقالات المنتَجة بمساعدة الذكاء الاصطناعي بدت منسقة وخالية من الأخطاء، لكنها افتقرت للتنوع والعمق، عبارات متشابهة، مفردات مألوفة، ونمط واحد يتكرر، وفي المقابل، جاءت كتابات من استخدموا عقولهم فقط أكثر تلوّناً من حيث المفردات، وأغنى من حيث التفكير النقدي.
هذه الدراسة، التي قادتها الباحثة ناتاليا كوزمينا ونُشرت في يونيو (حزيران) 2025، لا تعادي الذكاء الاصطناعي، لكنها تطرح سؤالاً مهماً “هل نربّي جيلًا يُجيد الإنتاج السريع على حساب التفكير.. وهل نعتمد على أدوات تُضعف ذاكرتنا وقدرتنا على التحليل، بينما توهمنا أننا نكتب “أفضل؟”.