هدر الميزانيات المخصصة لإعمار الجنوب

كتب باسم محمد حبيب: هدر الميزانيات المخصصة لإعمار الجنوبثماني عشرة سنة مرت من العام 2003 وإلى الآن. وبلغة المال ثماني عشرة ميزانية عامة ومثلها خاصة لمجالات مختلفة ومن بينها مجال الإعمار وتطوير الخدمات. لكن بينما تحقق كثير من الإعمار في محافظات إقليم كردستان في شمال العراق.

 

كان الإعمار أقل من ذلك في المحافظات الأخرى. أي محافظات الوسط والجنوب والغربية ، إذ تعد محافظات الجنوب الأقل من بين هذه المحافظات في مستوى الإعمار وتطوير الخدمات إلى درجة يبدو البون شاسعاً بينها ، الأمر الذي يطرح تساؤلاً عن مصير الأموال التي خصصت لمشاريع الإعمار في هذه المحافظات. لأن هذه الأموال ومنذ تخصيصها باتت حقاً من حقوق هذه المحافظات ومن حق أبناء هذه المحافظات المطالبة بها. ومعرفة مصيرها. وما هي الجهات المتورطة في هدرها أو تحويلها إلى مجال آخر ؟

ومن أجل أن تعود هذه الأموال إلى وجهتها الصحيحة لا بد أولاً من تشكيل هيئة تحقيق لمعرفة مقادير هذه الأموال. وما هي المشاريع التي خصصت هذه الأموال لها؟ وما مقدار ما أستغل منها في تنفيذ و إكمال المشاريع التي جرى تخصيصها لهذه المحافظات؟ وما هي الجهات المقصرة في ذلك ؟ وإلا فإن عدم القيام بذلك سوف يجعل هذا الملف مفتوحاً. وسيبقى أبناء هذه المحافظات يطالبون بمعرفة مصير هذه الأموال التي كان بإمكانها أن تغير من أوضاعهم وحياتهم رأساً على عقب.

لقد قلناها سابقاً ونقولها الآن مرة أخرى. إن مسؤولية تلكؤ مشاريع الإعمار وتطوير الخدمات في هذه المحافظات يقع على عاتق ممثليها في البرلمان ،فضلاً عن المسؤولين في الحكومة المركزية والحكومات المحلية لهذه المحافظات. ولا يمكن لهؤلاء التملص من المسؤولية مهما طال الزمن.

 

لأن نتائج تدني مستوى الإعمار وتطوير الخدمات لا يقتصر على الجانب المادي وحسب. أي عدم توافر الخدمات الجيدة. وعدم حصول تغيير في الواقع الحياتي والمعاشي للناس. بل وعلى الجانب المعنوي أيضاً. والذي يمكن ملاحظته بتزايد الهوة بين المواطن والمسؤول. واتجاه المواطن إلى عدم الثقة بالوعود والعهود التي يطلقها المسؤولون في أوقات معينة كالانتخابات أو في أثناء الأزمات. فضلاً عن تزايد الشعور بالغبن الذي بات يسود طائفة كبيرة من الناس .

إن من واجب الحكومة القادمة التعاطي مع هذا الملف المهم. ليس فقط من أجل إنصاف هذه المحافظات التي عانت طويلاً من الإهمال وسوء الإدارة فحسب. بل ومن أجل ردع الفاسدين ومن كانوا السبب في هدر ما خصص من أموال لهذه المحافظات أو من كانوا السبب في عدم إكمال كثير من مشاريع الإعمار وتطوير الخدمات.

 

فضلاً عن المشاريع التي لم يتم تنفيذها أو المشاريع السطحية التي لا تتناسب مع الأموال التي خصصت لها. وهذا ما يصح أيضا على مجلس القضاء الأعلى وهيئة النزاهة. وإلا فإن أبناء هذه المحافظات لن يكفوا عن المطالبة بحسم هذا الأمر الذي سيبقى مفتوحاً إلى أن يتم حسمه نهائياً.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: العراق أولاً

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: “العراق أولاً

زر الذهاب إلى الأعلى