وزير الشباب: (الإكسبو) بداية مسار وطني نحو اقتصاد رقمي قائم على المهارات والمعرفة

أكد وزير الشباب والرياضة، أحمد المبرقع، اليوم الخميس، أن الحكومة ترعى “الإكسبو” تأكيداً لإيمانها بقدرات الشباب في قيادة التحول الرقمي، فيما أشار إلى أن “الإكسبو” يعد بداية لمسار وطني نحو اقتصاد رقمي قائم على المهارات والمعرفة، مبيناً أن الألعاب الإلكترونية أصبحت منصة للتعبير وأداة لبناء اقتصاد معرفي متين.
وقال المبرقع، في كلمة له خلال فعاليات أول معرض (إكسبو للألعاب الإلكترونية) في العراق، وتابعها “العراق اولا”، إن “هذا المعرض يعد حدثاً وطنياً استثنائياً يحمل في طياته ملامح عراق جديد يتطلع إلى المستقبل بثقة وطموح. نلتقي اليوم في (إكسبو العراق للألعاب الإلكترونية)، الحدث الأول من نوعه في بلادنا، والذي يجمع تحت سقف واحد نخبة من المبدعين، والمستثمرين، والمطورين، والشركات المحلية والعالمية، ومجتمع اللاعبين الشباب الذين يشكلون اليوم جزءاً من النبض التكنولوجي الحديث للعالم”.
وأوضح، أن “الإكسبو” ليس مجرد معرض للألعاب، بل هو منصة وطنية لبناء المستقبل، وخطوة استراتيجية تؤكد أن العراق قادر على أن يكون جزءاً فاعلاً في الثورة الرقمية العالمية، وأن أبناءه يمتلكون من الذكاء والطاقة والخيال ما يجعلهم يصنعون الفارق في عالم التقنية والإبداع”.
وأضاف الوزير: “لقد أصبح قطاع الألعاب الإلكترونية في السنوات الأخيرة واحداً من أسرع القطاعات نموا ًوتكاملاً في العالم، إذ تجاوزت عائداته مئات ملايين الدولارات سنوياً، وتحول إلى صناعة تجمع بين البرمجة والفن والتصميم والابتكار، والذكاء الاصطناعي والتسويق، فضلاً عن تأثيراته الثقافية والاجتماعية والتربوية”.
وتابع: “ولا يعد هذا المجال حكراً على الدول المتقدمة، بل باتت فرص المشاركة فيه متاحة أمام المجتمعات الشابة التي تمتلك الرغبة والمهارة والدافع، وهذا بالضبط ما نراه في شباب العراق اليوم، إرادة لا تعرف التراجع، وطموح يتخطى الحدود”، مستدركاً بالقول: “ومن هنا جاءت رعاية الحكومة لهذا الحدث المهم، تأكيداً على إيمانها العميق بالشباب العراقي وبقدرتهم على قيادة التحول الرقمي في بلادنا”.
وبين المبرقع، أن “وزارة الشباب والرياضة تنظر إلى الألعاب الإلكترونية لا بوصفها ترفيهاً عابراً ، بل باعتبارها جزءاً من الاقتصاد الإبداعي الجديد، الذي يمكن أن يسهم في تنمية البلاد، ويوفر فرص عمل نوعية، ويحفز الاستثمار في مجالات البرمجة والتصميم والتقنيات الحديثة، ويجعل من العراق مركزاً إقليمياً لصناعة الألعاب وتطوير المحتوى الرقمي”.
وأشار إلى، أنه “خلال السنوات الأخيرة، عملنا على إطلاق مبادرات ومشروعات تستهدف تمكين الشباب في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، فضلاً عن الثقافة والفن والعلوم، من خلال توفير التدريب، وإتاحة فرص الاحتكاك بالخبرات العالمية، وفتح الأبواب أمام التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والجامعات ومراكز البحوث، واليوم يشكل هذا “الإكسبو” تتويجاً لتلك الجهود، وخطوة متقدمة للمواهب، إيماناً بأن الإبداع لا يقل أهمية عن أي قطاع آخر”.
وأضاف: “نحن نعيش اليوم في عالم تتسارع فيه التحولات التقنية بوتيرة مذهلة، حيث تتداخل حدود العالمين الواقعي والافتراضي، وتتحول الأفكار إلى تطبيقات ومنتجات تغير وجه الحياة، وفي خضم هذا التحول، يبرز الشباب العراقي كقوة قادرة على المنافسة، إذا ما توفر لهم الدعم الذي يحفزهم على الإبداع، وتحتضن أفكارهم، ويشجع على تحويل هواياتهم إلى مشاريع”.
ودعا الوزير، إلى “دعم صناعة الألعاب الإلكترونية في العراق، وتأسيس حاضنات أعمال متخصصة في هذا المجال، وتعزيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير البنية التحتية الرقمية، إضافة إلى تشجيع الجامعات والمعاهد على إدخال تخصصات جديدة في مجالات البرمجة والتصميم والألعاب، وتمكين الشباب من دخول سوق العمل العالمية من خلال التدريب، والابتعاث، والتعاون الدولي”.
ومضى بالقول: “نريد لهذا الحدث أن يكون رسالة واضحة للعالم، مفادها أن العراق لا يقف على أطلال الماضي، بل يسير بخطى واثقة نحو المستقبل، وأنه ليس فقط مهد الحضارات القديمة، بل هو أيضاً أرض تنبض بالإبداع الرقمي والعقول المبتكرة”.
ولفت إلى، أن “الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد ترفيه للشباب، بل أصبحت منصة للتعبير عن الذات، ومختبراً للإبداع الجماعي، كما أنها تفتح أمامنا أبواباً جديدة للبناء، وتمثل ساحة لتطوير اقتصاد معرفي متين قائم على الأفكار والمهارات، لا على الموارد وحدها”.
واختتم الوزير تصريحه بالقول: “إننا ننظر إلى هذا “الإكسبو” بوصفه بداية لمسار وطني طويل، يُرسى من خلاله أسس صناعة رقمية رائدة، وتُبنى جسور التعاون بين الجهات الحكومية، والمستثمرين، والقطاع التعليمي، والمواهب الشابة، نحو عراق رقمي مزدهر يواكب التحولات العالمية بثقة”.
من جانبه، قال ممثل مركز البداية للتنمية (ستارت هاب)، علي المعموري، في كلمة له خلال فعاليات المعرض: “انطلاقاً من رؤيتنا في مؤسسة (ستارت هاب) لدعم الاقتصاد الرقمي وتمكين الشباب في المجالات التكنولوجية والإبداعية، جاءت فكرة تنظيم (إكسبو العراق للألعاب الإلكترونية) كمنصة وطنية تجمع بين المبدعين والمستثمرين، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، بهدف بناء منظومة متكاملة تدعم قطاع الألعاب الإلكترونية في العراق”.
وأضاف، أن “قطاع الألعاب لم يعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أصبح اقتصاداً واعداً يفتح آفاقاً جديدة للابتكار، والتعليم، وريادة الأعمال، ومن خلال هذا الحدث، نسعى إلى خلق بيئة تفاعلية تتيح تبادل الخبرات، واستعراض أحدث التقنيات، وفتح فرص للتعاون والاستثمار في هذا القطاع المتنامي”.
وتقدم المعموري بالشكر إلى “رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، والمركز الوطني للأرشيف والذاكرة العراقية، ووزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع، ورئيس هيئة الإعلام والاتصالات نوفل أبو رغيف، وجميع الوزارات والمؤسسات الداعمة، وكل الشركاء الذين آمنوا بهذه الرؤية وساهموا في تحويلها إلى واقع”.
واختتم بالقول: إن “هذا المعرض يمثل خطوة أولى نحو بناء صناعة ألعاب إلكترونية عراقية تمتلك مقومات التنافس الإقليمي والعالمي”، متعهداً بأن “تواصل (ستارت هاب) دعم الشباب والمشاريع الريادية في هذا المجال، وفي جميع المجالات الرقمية الحديثة”.