ما سبب تزايد وتيرة الأعاصير؟

يشير البروفيسور أليكسي يوراسوف إلى أن وتيرة الأعاصير والزوابع وشدّتها قد ازدادت بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين على مستوى العالم.
ووفقا له، تنشأ هذه الظواهر نتيجة عدم الاستقرار الديناميكي الحراري والتسخين غير المتساوي للكتل الهوائية والمائية. ولهذا السبب، غالبا ما تتشكل الأعاصير والزوابع فوق المحيطات، لكنها قد تحدث أيضا فوق اليابسة.
ويشير البروفيسور إلى أنه، وفقا للفرضيات الحالية، تعود الزيادة في عدد الأعاصير وأحيانا شدّتها في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح المحيطات. ومع ذلك، فإن آليات هذا التأثير لا تزال قيد الدراسة.
ويقول: “إذا درسنا تأثير هذه الظواهر على القارات، فسنجد أن الغابات تمثل أساس الاستقرار الديناميكي الحراري للكتل الهوائية قرب سطح الأرض. وعند إزالة الغابات، قد يحدث ما يُعرف بتأثير نفق الرياح، مما يؤدي إلى زيادة في تواتر الأعاصير وقوتها التدميرية. ويظهر هذا بشكل واضح في مناطق السهوب والصحارى، حيث تكثر هذه الظواهر المناخية.”
أما في المدن، فيُعد البناء العشوائي عامل خطر إضافي، لأنه لا يراعي تأثير نفق الرياح الذي قد ينشأ نتيجة تجاهل اتجاهات الرياح الطبيعية.
ويتابع: “قد يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في سرعة الرياح، مما يمنحها طابع الزوابع ويساعد على تشكّل الدوامات، بما في ذلك الأعاصير. ومن المهم الإشارة إلى أن الآليات الدقيقة لتكوّن الأعاصير لم تُدرس بالكامل بعد، ولا تزال الأبحاث في هذا المجال مستمرة.”
ويضيف: “تُتيح تقنيات الرصد الحديثة، بما في ذلك أنظمة الأقمار الصناعية وشبكات الاستشعار الموزعة، القدرة على التنبؤ بالظواهر الخطيرة بدقة أكبر. وتحتاج هذه المشكلة إلى مقاربة شاملة — تبدأ من استعادة الغطاء النباتي بعد عمليات إزالة الغابات، وتنتهي بوضع حلول هندسية مخصصة لكل حي سكني في المدن.”