أخر الأخبار

العراق يحقق الاكتفاء الذاتي من الحنطة

أعلنت وزارة الزراعة، اليوم الأربعاء، تحقيق الاكتفاء الذاتي بمحصول الحنطة للعام الثالث توالياً، بعد أن تجاوزت الكميات المسوقة خلال الموسم الحالي أربعة ملايين وخمسمئة ألف طن.

وأكد الوكيل الإداري في وزارة الزراعة، مهدي سهر الجبوري، في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعه “العراق اولا”، أن الموسم التسويقي الحالي للحنطة سيُختتم رسمياً في الثاني عشر من تموز الجاري، بقضاء مخمور، بعد أن سجل تسويق أكثر من 4.5 ملايين طن من مختلف المحافظات.

وأوضح، أن هذه الكمية، إلى جانب المخزون المتبقي من العام الماضي، البالغ مليوني طن، ستكفي لتأمين توزيع مادة الطحين ضمن مفردات البطاقة التموينية حتى الموسم المقبل، مما يعزز استقرار السوق ويقلل الاعتماد على الاستيراد.

وفي سياق متصل، كشف الجبوري عن موافقة مجلس الوزراء على تسلم نحو 150 ألف طن من الحنطة المزروعة خارج الخطة الزراعية للعام الماضي في محافظات كركوك وديالى ونينوى، موضحاً أن الكمية التي ستُستلم فعلياً ستبلغ نحو 103 آلاف طن.

واعتبر هذا القرار دعماً للفلاحين الذين التزموا بالزراعة رغم التحديات المناخية وخارج التخصيصات الرسمية، مما يعكس استجابة حكومية مرنة لواقع الإنتاج.

ورغم المؤشرات الإيجابية على صعيد الاكتفاء الذاتي، حذّر الوكيل الإداري من تحديات تواجه الواقع الزراعي في البلاد، أبرزها استمرار انخفاض الإيرادات المائية الوافدة من دول الجوار، الأمر الذي أدى إلى تراجع الحصص المائية بشكل كبير، وتسبب هذا العام في إلغاء زراعة محصول الشلب الذي يُعد من المحاصيل الإستراتيجية في بعض المناطق.

وأضاف، أن التحدي الثاني يتمثل في تأخر إقرار جداول موازنة عام 2025، ما أدى إلى عدم توفر التخصيصات المالية اللازمة لتنفيذ مشاريع وزارة الزراعة، وفي مقدمتها مشروع توزيع منظومات الري الثابتة، التي تُعد عنصراً حاسماً في مواجهة أزمة شح المياه.

كما أشار الجبوري، إلى تحدٍ ثالث يتمثل في ضعف آليات تسويق الفائض من المنتجات الزراعية إلى الخارج، إذ إن بعض الشركات تشتري هذه المنتجات من المزارعين بأسعار أقل من كلفة الإنتاج، مما يعرّضهم لخسائر مالية. ودعا إلى إنشاء شركات وطنية أو شراكات مع القطاع الخاص لتطوير سوق التسويق الزراعي داخلياً وخارجياً، وفتح آفاق تصديرية جديدة.

من جهة أخرى، أشار الجبوري إلى أن الأسواق المحلية تشهد استقراراً ملحوظاً في أسعار محاصيل الخضر، نتيجة ترشيد استهلاك المياه واعتماد أساليب الري الحديثة، إلى جانب وعي متزايد لدى المزارعين بأهمية تقانات الري المقنن.

كما أسهمت جهود الخبراء في وزارة الزراعة باستنباط أصناف زراعية مقاومة للظروف البيئية الصعبة، ما ساعد على زيادة الإنتاج المحلي وتوفير السلع الضرورية للأسواق من دون الحاجة للاستيراد. وعلى الرغم من هذه التحديات، تعكس مؤشرات الموسم الحالي قدرة العراق على تعزيز أمنه الغذائي من خلال دعم الإنتاج المحلي والتكيف مع المتغيرات المناخية والاقتصادية.

وتؤكد وزارة الزراعة أن الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في محاصيل أساسية مثل الحنطة، يمثل ثمرة لجهود مضنية من قبل الفلاحين ودعم مباشر من الحكومة، بينما تبقى الحاجة ماسة إلى وضع حلول إستراتيجية لمشكلات المياه والتسويق والتمويل، لضمان استمرارية هذا النجاح وتعزيزه في المواسم المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى