لأول مرة.. واتساب يدخل الإعلانات

أطلقت منصة واتساب، التابعة لشركة ميتا، خطوة جديدة مثيرة للجدل بإعلانها إدخال الإعلانات إلى التطبيق للمرة الأولى منذ تأسيسه، في تحول واضح عن فلسفتها السابقة التي طالما أكدت على خلو المنصة من الإعلانات.
وجاءت هذه الخطوة بعد سنوات من تعهّد القائمين على التطبيق بعدم بيع الإعلانات أو عرضها ضمن خدماتهم، حيث سبق ونشر مؤسسو التطبيق في عام 2012 تدوينة شهيرة قالوا فيها: “نحن لا نبيع الإعلانات”، مشيرين إلى أن هدفهم كان دوماً تقديم خدمة مراسلة آمنة وموثوقة بعيداً عن استغلال بيانات المستخدمين.
وكشفت واتساب، عبر تدوينة جديدة حملت عنواناً مخففاً هو “مساعدتك في اكتشاف المزيد من القنوات والشركات على واتساب”، عن بدء عرض الإعلانات ضمن قسم التحديثات (Updates) فقط في هذه المرحلة، مما يعني أن المستخدمين لن يشاهدوا إعلانات بين محادثاتهم الخاصة مع الأصدقاء والعائلة.
وطمأنت الشركة مستخدميها بأن هذه الخطوة لن تؤثر على تجربتهم في الدردشات الشخصية، حيث قالت: “إذا كنت تستخدم واتساب فقط للدردشة مع أحبائك، فلن يتغير أي شيء في تجربتك”.
وتأتي هذه التغييرات لتقرب واتساب تدريجياً من نموذج التطبيقات الأخرى التابعة لميتا مثل فيس بوك وإنستغرام، المعروفة بثقل الإعلانات ضمنها. وستظهر الإعلانات بشكل مبدئي في الحالات المشابهة لميزة القصص (Stories) على التطبيقات الأخرى.
وأكدت ميتا أن الإعلانات ستُعرض بطريقة “تحافظ على الخصوصية” قدر الإمكان، مشيرة إلى أن الرسائل والمكالمات تبقى مشفرة بالكامل من طرف إلى طرف، ولا يمكن لأي طرف، حتى ميتا نفسها، الاطلاع عليها.
وأوضحت الشركة أن استهداف الإعلانات سيعتمد على بيانات عامة مثل المدينة أو الدولة ولغة المستخدم والقنوات التي يتابعها، بالإضافة إلى التفاعل السابق مع الإعلانات، دون مشاركة أرقام الهواتف مع المعلنين.
ورغم هذه التطمينات، عبّر خبراء في أمن المعلومات عن مخاوفهم من أن تكون هذه الخطوة بداية لتوسيع نطاق جمع البيانات مستقبلاً.
وقال ماريجوس برييديس، مدير التقنية في شركة NordVPN: “الإعلانات في واتساب ليست مجرد مصدر إزعاج، بل قد تكون إشارة إلى ما هو قادم.. عندما تدخل الإعلانات تطبيقات المراسلة، يكون ذلك غالباً بداية لجمع بيانات أعمق”.
وأضاف: “رغم تأكيد ميتا على خصوصية الرسائل، إلا أن نموذج أعمالها يعتمد على البيانات، وعلى المستخدمين في أوروبا والعالم الانتباه جيداً لهذه التغييرات”.
يُذكر أن واتساب لم يكن مجانياً بالكامل عند انطلاقه، حيث كان يفرض في سنواته الأولى رسوم اشتراك سنوية قدرها 0.99 دولار، أُلغيت لاحقاً بعد استحواذ فيس بوك (حالياً ميتا) على التطبيق في عام 2016 بهدف توسيع قاعدة المستخدمين.