تطور بعيد المدى في الطب.. سيلفي واحدة تحدد عمرك البيولوجي

أحدث العلماء ثورة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي، بعد أن طوّروا أداة تعتمد على صورة سيلفي واحدة فقط لتقدير عمر الإنسان البيولوجي، وتوقّع حالته الصحية وفرص بقائه على قيد الحياة، خاصة بين مرضى السرطان.
وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن أداة “FaceAge” الذكية، التي طوّرها باحثون في شبكة مستشفيات “ماس جنرال برغهام”، قادرة على تحليل ملامح الوجه بدقة عبر صورة واحدة، وتقدير ما يُعرف بـالعمر البيولوجي للفرد، وهو العمر الذي يعكس الحالة الصحية الحقيقية للجسم، بغض النظر عن العمر الفعلي حسب السنوات.
وبحسب تقرير صحيفة “ذا ميرور”، فقد تم تدريب الخوارزمية على أكثر من 59 ألف صورة وجه، مما أتاح لها القدرة على التعرف على علامات التقدّم في العمر المرتبطة بالصحة، مثل تأثير أسلوب الحياة والعوامل الوراثية على المظهر العام للفرد.
من جانبه، صرّح الدكتور هيوغو إيرتس، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، قائلاً: “لقد أثبتنا لأول مرة أن بإمكان الذكاء الاصطناعي تحويل صورة سيلفي إلى مؤشر حيوي يعكس عمر الجسم الحقيقي.. التأثير المحتمل هائل، إذ أصبح بالإمكان مراقبة الحالة الصحية للمرضى بسهولة، وتقدير مخاطر الوفاة أو المضاعفات، خصوصاً بعد الجراحات الكبرى أو العلاجات الثقيلة”.
مدته دقيقة واحدة.. اختبار يكشف لك سراً حول مدى طول عمرك – موقع 24
في غضون دقيقة واحدة فقط، يمكنك اكتشاف سر قد يكشف لك ما إذا كنت ستعيش حياة طويلة وصحية أم أنك معرض لخطر الوفاة المبكرة.
الباحثون أوضحوا أن تقدير العمر البيولوجي قد يساعد الأطباء في تقييم المرضى بطريقة تتجاوز الفحص التقليدي، المعروف بـ”اختبار العين المجردة”، الذي يعتمد على تقييم بصري عام لمظهر المريض لتحديد ما إذا كان يتحمّل علاجاً قوياً مثل العلاج الكيماوي.
وتم اختبار الأداة على 6200 مريض بالسرطان باستخدام صور تم التقاطها عند بدء العلاج، لتكشف النتائج أن العمر البيولوجي للمصابين كان في المتوسط أكبر بخمس سنوات من أعمارهم الفعلية، كما أظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة Lancet Digital Health أن المرضى الذين كانت قراءات “FaceAge” الخاصة بهم فوق سن 85 عاماً، سجلوا معدلات بقاء أقل، ما يعزز دقة الأداة في التنبؤ بالمآلات الصحية.
ولتوضيح فعالية النموذج، عرض الباحثون مثالًا طريفاً من الإنترنت، يُظهر مقارنة بين الممثلين بول رود وويلفورد بريملي، عند بلوغهما سن الخمسين، حيث قدّرت الأداة عمر رود البيولوجي أصغر بكثير من بريملي، وهو ما توافق مع الانطباع العام والصحي لكليهما في تلك المرحلة.
وخلص تقرير الصحيفة إلى أن هذه التكنولوجيا قد تمثل نقلة نوعية في المجال الطبي، وتفتح الباب أمام استخدامات واسعة للذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر ومتابعة الحالات الصحية.