الاتحادات والنقابات ودورهما النهضوي

كتب وليد خالد الزيدي: لم تعرف مسألة التجمعات والاتحادات المهنية، كظاهرة اجتماعية مهمة الا في وقت قريب ومن خلال انبثاق التبدلات الحياتيَّة.

التي شهدها العالم ابان عصر المشاركة الجماعية في الإدارة والبناء وحفظ حقوق الأفراد ضمن إطار المهنة أو الدور الذي يؤديه كل فرد من أبناء المجتمع، حينما يكون منضويًا في أي عملٍ أو مهنةٍ أو نشاطٍ جمعي هادفٍ وطموحٍ، فقد ظهرت التجمعات المهنية وتطورت إلى اتحادات ونقابات بعد الثورة الصناعية أو التطورات الاقتصاديَّة والنشاطات الثقافيَّة، والحركات الشبابيَّة العاملة، التي حدثت في مناطق مختلفة من العالم، وكانت لها أدوارٌ متعاظمة في تحسين صور حياة المجتمعات والتطورات الإنسانيَّة ومستقبل البشريَّة.

الأهداف العامة لانبثاق تلك التجمعات كثيرة ومتعددة، لكن غايتها الأساسية هي ممارسة العمل المهني السليم من دون استغلال أو تهميش أو تجيير نشاطاتها، لمصالح فئويَّة أو حزبيَّة أو سياسيَّة بعيدة عن آمال وطموحات أبناء المجتمع، الذي تنضوي تحت مظلته وحماية أفراد أو أعضاء تلك التجمعات، من جشع وطمع أصحاب رؤوس الأموال أو أرباب العمل، فقد تكفلت تلك الحقوق بموجب أنظمةٍ داخليَّةٍ وقوانين تحكم عملها وتنظم مهامها وتعضد مسيرتها وتربط بين واجبات العاملين وحقوقهم في أيٍّ من حقول الحياة المهنيَّة الإنتاجية.

تاكيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على أهمية دور النقابات والاتحادات المهنية، لتكون إسهاماتها واعدة في البناء الوطني والحرص على التعاطي والتفاعل الايجابي معها، جاء أثناء لقائه وفد اتحاد المحامين العرب، الذي عقد مؤتمره في بغداد مؤخرا، فالعمل المهني والنقابي في العراق له تاريخه وسماته ودوره في رفع وتيرة البناء الوطني، واعتبارها ظهيرًا ساندًا للدولة ومؤسساتها الفاعلة، فبلدنا يحتاج كل فئات الشعب كالعامل والفلاح والمهندس والمحامي والطبيب والمدرس والاعلامي والفنان والأديب، وأن انخراطهم في نقابات واتحادات إنما ينظم عملهم، ويحدد مساحة نشاطاتهم ويوجهها بشكل علمي مدروس ولأهمية تلك النقابات، شكلت الحكومة لجنة عليا للتنسيق بين مجلس الوزراء والنقابات والاتحادات لتعزيز التفاعل البناء في خدمة أهداف المجتمع وايجاد السبل الكفيلة بالتطور في العمل الحكومي والنقابي، والحاجة لجهود جميع العراقيين، تحت كل المسميّات، لا سيما أن بلدنا يحتفظ بصفحاتٍ منيرة من الارث الحضاري، الذي يؤكد التشريعات الناجزة لحفظ حقوق الخيرين من أبناء الوطن، ومنهم رجال النقابات والاتحادات المهنيَّة المختلفة.

واجبات الحكومة رعاية وتصويب مسيرة كل جهة وطنية، وتعضيد مهامها ووضع أساسٍ صلبٍ في جدار البناء الوطني الشامخ، استنادا إلى مدى تجارب تلك التجمعات المهنية، وتحديد درجة التقدم التاريخي، وخصائص عملها والمميزات، التي تتمتع بها ومدى ديناميكيَّة المساهمة في تطور صيغ الحياة والإسهام في تسريع حركة ازدهار العراق، واتساع المشاركة في صنع القرار، الذي يطمح له ابناء شعبنا بجميع قواه وجميع فئاته.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى