كتب علاء هادي الحطاب: ثقافتنا الصحية

من يتابع الوضع في الشارع وطبيعة تعاملات الناس مع بعضهم البعض اثناء جائحة كورونا سواء في ذروتها الاولى او عند تراجعها او بعد عودة ذروتها مرة اخرى.

هذه الايام يدرك جيدا ان ثقافتنا الصحية في مستويات متراجعة جدا بدء من التصديق اجمالاً بوجود فيروس يؤدي الى وفاة الانسان ان لم يتم علاجه ومن ثم التقليل من حجم خطورته على الاخرين من خلال انتقاله وسرعة انتشاره. حتى عند تعامل الافراد المصابين وعلمهم بأصابتهم اذ لا يتورعون عن لقاء الاخرين والتواصل مع المجتمع من دون الاكتراث بمخاطر انتقال العدوى.

اليوم نرى ان طبقة كبيرة من المجتمع باتت “تسخّف”. هذا المرض ومدى خطورته باعتباره مجرد ” فلاونزا” طبيعية لا اكثر ولا اقل وبالتالي لا حاجة للتعامل معه معاملة خاصة تختلف عن طبيعة تعاملاتنا في امراضنا المعروفة. فلا يمكن “للمضمد” الممرض مع احترامنا لمهنته ان يصبح مشخصا للداء والدواء بديلا عن الطبيب ولا يمكن لـ”الابرة الخبط”. اي دمج نوعين من العلاج في حقنة زرق واحدة تعطى للمريض ان تكون بديلا عن بروتوكول علاج فيروس كورونا الذي ما يزال يُعد مستجدا لدى المختصين في الجانب الصحي لعدم معرفتهم معرفة تامة بجميع تحولاته وتأثيراته في الافراد مستقبلا. ومع ذلك يتجرأ بعض المضمدين لاعطاء علاج لمرضى كورونا ويغامر بعض المصابين جهلا او عمدا او عدم  اكثراث في اخذ الدواء من  دون تشخيص دقيق وكشوفات علمية.

هذا الامر ان دل على شيء انما يدل بشكل واضح على تراجع ثقافتنا الصحية بشكل كبير. بل ان الامر تجاوز “التراجع” الى التثقيف السلبي الذي يجد مساحة وبيئة ملائمة لتقبل “التجهيل الصحي” بين افراد المجتمع. وليس اخر محطة في طريق التجهيل هذا هي اشاعة الامتناع عن اخذ اللقاح وقبول التطعيم ضد فيروس كورونا بل ان هذا التجهيل باتت تقوده وتثقف عليه شخصيات رأي عام في المجتمع ووصل الامر الى بعض الملاكات. الطبية من اطباء وممرضين وغيرهم اذ اخذوا يسهمون في تشجيع الناس على رفض التطعيم واخذ اللقاح ولاسباب يتداولها من لا يملكون اية ثقافة صحية وبسطاء الناس معرفيا وعلميا وهذا امر في غاية الخطورة لانه ينهي ثقة الناس مستقبلا بأي توجيه او توصية او اجراء صحي تقوده او تقوم به المؤسسات الصحية سواء في ما يخص جائحة كورونا او غيرها مستقبلا

ما نحتاجه بشكل جدي ومن خلال عدة مؤسسات رسمية حكومية. وغير رسمية من خلال منظمات مجتمع مدني ونقابات واتحادات وقادة رأي عام هي اشاعة الثقافة الصحية في المجتمع بشكل لا يقبل الجدل والتأويل وإن استلزم الامر ادخال موظفي الدولة كخطوة اولى في دورات عاجلة وتخصصية. بهذا الصدد وربط الاشتراك والمتابعة مع دورات كهذه بامتيازات ادارية سواء كانت هذه الامتيازات استحقاقات وظيفية ام اجراءات تشجيعية تُمنح كامتيازات.

فلا مناص لنا اذا اردنا ان ننجو جميعا بشكل لا يمثل دوامة وباء لا تنتهي فعلينا ان ننجح جميعا بالارتقاء في مستوى ثقافتنا الصحية.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: العراق أولاً

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: “العراق أولاً

زر الذهاب إلى الأعلى