دراسة: النساء أكثر كفاءة في البرد القارس

تُظهر النساء كفاءة أيضية أعلى من الرجال خلال رحلات القطب الشمالي عند حساب استهلاك الطاقة نسبةً إلى إجمالي الوزن الذي يحملنه، بحسب دراسة أمريكية جديدة ممولة من البنتاغون.

ووجدت الدراسة أن النساء يتمتعن بميزة “التحول القطبي”، حيث ينشط توليد الحرارة الناتج عن البرد في درجات حرارة منخفضة، ما قد يقلل من متطلبات الأيض في البرد القارس.

ويعني ذلك أن لديهن فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة في البرد الشديد.

حرق السعرات
ووفق “ستادي فايندز”، على الرغم من حرق ما بين 5000 و7500 سعرة حرارية يومياً في البرد القارس، حافظ المشاركون من الذكور والإناث على كتلتهم العضلية طوال الرحلة التي استمرت أسبوعاً.

ولا يُعد سباق ألاسكا ماونتن ويلدرنس للتزلج الكلاسيكي سباقاً تقليدياً. إنه اختبار فريد للقدرات البشرية، حيث يتطلب من المشاركين قطع مسافة 220-260 كيلومتراً عبر سلاسل جبال نائية في ألاسكا في ظل ظروف الشتاء القطبي الشمالي.

سباق الظروف القاسية
وفي السباق، يعتمد المشاركون فقط على مهاراتهم في الملاحة واختياراتهم من المعدات.

وبخلاف السباقات التقليدية، لا توجد مسارات أو محطات إسعاف، أو جوائز، وإنما فقط التحدي الحقيقي المتمثل في الاعتماد على الذات في البرد القارس.

وتتبعت الدراسة 20 مشاركاً (8 نساء و12 رجلاً) خلال رحلة القطب الشمالي الاستكشافية غير المخطط لها.

وتحدى هؤلاء الرياضيون المميزون درجات حرارة منخفضة للغاية وصلت إلى -36 درجة مئوية، ورياح باردة وصلت إلى -49 درجة مئوية، وعزلة تامة عن البنية التحتية الحديثة.

قياسات السباق
وأظهرت قياسات تكوين الجسم قبل الرحلة وبعدها كيف أثرت الرحلة على المشاركين جسدياً، ولوحظ ميزة كفاءة النساء في حرق الطاقة.

فقد أحرق الرجال طاقةً أكثر بكثير يومياً (31.1 ميغا جول مقابل 20.8 ميغا جول للنساء).

ومع ذلك، عندما أخذ الباحثون في الاعتبار الكتلة الخالية من الدهون – وهي الأنسجة النشطة أيضياً في الجسم – تساوت الأرقام: 0.45 ميغا جول لكل كغم من كتلة الوزن الخالية من الدهون للرجال و0.42 للنساء.

ولوحظ هذا النمط في حالات أخرى، ولكن نادراً ما لوحظ في مثل هذه الظروف القاسية.

واكتشف الباحثون أن معدل استهلاك الطاقة مقسوماً على إجمالي الحمولة (وزن الجسم زائد وزن الحقيبة) كان أقل بكثير لدى النساء منه لدى الرجال طوال فترة البعثة، ما يشير إلى “كفاءة وظيفية أكبر لدى النساء خلال هذه البعثة”.

فائدة السعرات الحرارية
وعملياً، حصلت النساء على فائدة أكبر من كل سعرة حرارية عند أخذ الوزن الذي يحملنه في الاعتبار.

وقال الباحثون: “ملاحظاتنا تتوافق مع تلك التي تُظهر أن النساء أكثر قدرة على مقاومة إرهاق الأداء”، مشيرين إلى دراسات سابقة تُشير إلى أن النساء قد يكنّ أقل عرضة للإرهاق المحيطي من الرجال.

ويتوافق هذا النمط مع أبحاث أخرى تُشير إلى أن النساء قد يتعاملن مع جوانب مُعينة من القدرة على التحمل بشكل مختلف. مثلاً، النساء يستخدمن الدهون كمصدر طاقة بشكل أكثر فعالية أثناء التمارين المُطولة،