أخر الأخبار

لماذا يصعب التخلص من الإحساس بالذنب؟

وجد باحثو جامعة فليندرز أن مسامحة النفس لا تقتصر على النسيان، فالذين يعانون من الشعور بالذنب غالباً ما يشعرون بأنهم عالقون في الماضي، والشفاء الحقيقي يأتي من معالجة الجروح الأخلاقية العميقة واستعادة الشعور بالسيطرة.

وكشفت الدراسة عن سبب صعوبة مسامحة الذات بالنسبة للبعض – حتى مع علمنا أنها قد تفيد صحتنا النفسية.

ووفق “ساينس دايلي”، استكشفت الدراسة سبب صعوبة مسامحة بعض الناس لأنفسهم، بمقارنة قصص شخصية لـ 80 شخصاً سامحوا أنفسهم في النهاية مع قصص أخرى شعروا أنهم لم يتمكنوا من ذلك أبداً.

استمرارية الشعور بالحدث

ووجدت الدراسة أن من واجهوا صعوبة في مسامحة أنفسهم غالباً ما شعروا بأن الحدث لا يزال حاضراً في أذهانهم، حتى لو كان قد حدث منذ سنوات.

 

ووصفوا إعادة إحياء اللحظة مراراً وتكراراً، والشعور بالحصار في الماضي، والمعاناة من مشاعر قوية، بما في ذلك الشعور بالذنب والندم والعار ولوم الذات.

ووجدت الدراسة أيضاً أن مسامحة الذات ليست قراراً لمرة واحدة، بل عملية تتطلب وقتاً وتأملًا، وغالباً دعماً من الآخرين.

النسيان وحده لا يكفي

وقالت الدكتورة ليديا ووديات، أستاذة علم النفس والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إن “النتائج تُظهر أن مسامحة الذات أكثر تعقيداً بكثير من مجرد (التخلي) أو النسيان”.

وأضافت ووديات: “مسامحة الذات لا تعني مجرد المضي قدماً أو نسيان ما حدث”.

الخجل أو الذنب

فـ “الأشخاص الذين سامحوا أنفسهم ظلوا يفكرون في الأحداث من وقت لآخر، وظلوا يشعرون أحياناً بالخجل أو الذنب، خاصةً إذا كانوا في موقف يُذكرهم بالحدث. والفرق هو أن المشاعر كانت أقل حدة وتكراراً، ولم يعد الحدث يُسيطر على حياتهم”.

كما بذلت المجموعة جهداً واعياً للتركيز على المستقبل، وتقبّل حدودهم (خاصةً فيما يتعلق بالمعرفة أو الحكم أو التحكم في الوقت الحالي)، وإعادة التواصل مع قيمهم للمضي قدماً.

 

في المقابل، أظهر البحث أن الذين شعروا أنهم خذلوا شخصاً عزيزاً عليهم – مثل طفل أو شريك أو صديق – أو الذين كانوا هم أنفسهم ضحايا، غالباً ما وجدوا صعوبة في المضي قدماً.

على من يقع الخطأ؟

وقالت ووديات إن هذا يُشكك في فكرة أن مسامحة الذات تقتصر على من ارتكبوا خطأً واضحاً.

وأضافت: “أحياناً، ينشأ إدانة الذات والشعور بالذنب والعار عند وقوع خطأ علينا، أو في مواقف نشعر فيها بمسؤولية متزايدة – حتى لو لم يكن لدينا أي وسيلة للتحكم في النتيجة”.

العواطف هي دليل على ما يحتاجه الدماغ لحلّ المشكلة للتغلب على شعوره بالذنب. العواطف هي الألم الذي يُشير إلى موقع الإصابة المحتملة، إن صح التعبير.

و”في حالة الشعور بالعار والذنب وإدانة الذات، يتعلق الأمر بمساعدة دماغنا على تجاوز الضرر الأخلاقي – أي التهديدات الجوهرية للاحتياجات النفسية مثل القدرة على اتخاذ القرار (مثل الشعور بالاختيار والتحكم والاستقلالية) وحاجتنا إلى الانتماء (مثل أن نكون أعضاءً مناسبين في مجموعة أو شراكة في علاقة) والعيش وفقاً لتلك القيم المشتركة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى