كيف تكون إنساناً؟

أن تكون إنسانا يعني أن تتمتع بهوية فردية وجماعية، أي ان تذوب فرديتك في المجتمع من خلال المشاركة والتواصل مع الآخرين لفهمهم واظهار التضامن والمساعدة وتجاوز الأنانية المتأصلة في الفردية.

كتبت عدوية الهلالي: أن تكون إنساناً، هو ان تجمع بين الكرامة والتواصل الاجتماعي والتسامح، كما أن الاحترام والعدالة والمعاملة بالمثل هي سمات تصب في صميم الانسانية، فهي توفرالكرامة للجميع. لأن احترام الذات والآخرين أمران متلازمان، فضلا عن احترام القانون والقدرة على العطاء، وكلها تؤسس لما يمكن ان نطلق عليه (الثقافة الانسانية).
فأن تكون إنسانا يعني أن تتمتع بهوية فردية وجماعية، أي ان تذوب فرديتك في المجتمع من خلال المشاركة والتواصل مع الآخرين لفهمهم واظهار التضامن والمساعدة وتجاوز الأنانية المتأصلة في الفردية، فيمكننا مثلا نقل ما نعرفه للآخرين ومشاركتهم ما نحب.
أن تكون انسانا، يعني التفكير بحذر ما يؤدي الى تجنب وجهات النظر المتطرفة والمتشككة، فالتفكير الفردي يعتمد غالبا على الأيديولوجية السائدة، لأن الانسان يتلقى هويته من ثقافة معينة، لكن هذا لا يعني أن تتقبل التبعية لأية ايديولوجية، اذا ما اكتشفت وجود أخطاء فيها.
في هذه الحالة من الضروري أن يحظى الفرد بتعليم مبكر ايجابي وناجح، ليمنحه قواعد السلوك الانساني ويوجه علاقاته المستقبلية مع البشر، وليتعلم الجدية والاهتمام بالذات والتحرر من الانفعالات والجشع والصراعات الاجتماعية وليمتلك فكرا حرا وارادة خالصة، فالثقافة جانب مهم في أنسنة الإنسان، ومن غير المرجح أن يتمكن أي شخص تم تلقينه عقائديًا ودينيًا منذ الطفولة من التفكير بحرية.
كما الشخص الذي يتم استعباده في العمل النفعي المرهق لن تكون لديه فرصة للتفكير.
لذا ينبغي انشاء مجتمع إنساني يسعى الى المزيد من العدالة والتسامح والنأي بالنفس عن الحتميات الاجتماعية والثقافية الخاطئة.
ففي مواجهة الهمجية، يجب الدفاع عن الإنسانية، حتى لو تطلب الأمر أحيانًا استخدام القوة لأن المؤسسات السياسية وحدها سيمكنها، إذا تم دعمها بشكل عادل وجماعي، احتواء المتمردين والطغاة.
إنَّ الفضائل التي تجعل الإنسان «إنساناً» تحتاج الى التعليم الناجح والنضج الشخصي ويجب الدفاع عن الإنسانية، لأن الإنسان يمتلك في داخله ما يمكن أن يجعله إنسانا، لكن هذه الإمكانية ليست كافية، اذ تظل الحاجة قائمة إلى نشوء مشروع أخلاقي، لأن الإنسانية هي إنجاز حضاري يجب أن يُعاد اكتسابه مع كل جيل، وفي حالة فشل ذلك تعود البربرية إلى الظهور وتقود الى التدهور والعنف.
إذاً وعلى الرغم من ازدواجية الإنسان وهشاشته، لا بد من فرض إجراءات حازمة لتعزيز قيمة الإنسان بتعليمه تعليما جيدا ومنحه حرية التفكير والاختيار.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: العراق أولاً

لمتابعتنا أيضا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: “العراق أولاً

زر الذهاب إلى الأعلى